«٢٥ يناير ٢٠١١-  ٢٠٢١ بين أوهام البرادعي و حقائق السيسي»

باسم أمين
باسم أمين

لاول مرة تمر ذكرى 25 يناير دون اي دعوات للتظاهر و الحشد، على الرغم ان دعوات الحشد و التظاهر اخر 6 سنوات كانت دعوات  فشنك وكانت بهدف تصدير صورة عدم الاستقرار بمصر الا انه كنا اعتدنا ان نراها  كل عام على مواقع السوشيال ميديا و نسخر منها بالصور و الفيديوهات في شوراعنا ومياديننا وهي خالية حتى من السيارات والمارة ولكن الجديد هذا العام اننا لم نلحظها ولعلها بشرة خير من الواضح ان ممول تلك الدعوات الالكترونية قرر ان يوفر امواله او يستثمرها في مجال تخريبي اخر.

 

وباعتباري كنت احد  المشاركين في حملة البرادعي الرئاسية يوما ما دارت في ذهني مقارنات بعد مرور عشر سنوات على ذكرى 25 يناير  بين ما كنا نتمناه لمصر كشباب متطوع في الحملة الرئاسية للبرادعي و بين  واقع نعيشه الان  بالمناسبة 99% من شباب الحملة كان يتطوع بوقته و بالمال لدعم الحملة الرئاسية فكان كل منا يساهم بما يستطيع للحملة فكلنا كنا شباب في العشرينات من عمرنا ويملؤنا الحماس لبلدنا ورغم قلة ما في جيوبنا كنا نقطتع منه و نتبرع للحملة قدر المستطاع  كنا نفعل ذلك بكل امل و حماس وحب لبلدنا كنا نري في البرادعي انه " المُخلِص" و انه يمكنه انتشال مصر من كل مشاكلها و العبور بها لبر الامان كنا سذج للغاية ولكن كانت نيتنا حقا وصدقا تريد الخير لمصر لم نكن طامعين في اي مكاسب مادية او معنوية على الاطلاق فجميعنا شباب حديثي عهد بسوق العمل وكان جزء كبير منا لا يزال في المرحلة الجامعية لم تكن لدينا اي خبرات تؤهلنا لاي شئ. 

 

  كنا ننبهر بحديثه عن طرق حل مشاكل الاقتصاد والعشوائيات وتحقيق العدالة الاجتماعية كنا فعلا نراه الشخص الذي يمكنه ان يغير مصر من حال الى حال. 

 

"كنا ننتظر تغريداته علي موقع تويتر وكأنها اخر ما نزل من الوحي"

 

لازلت اذكر جولته مع الاعلامي عمرو الليثي في منطقة تل العقارب التي اصبحت روضة السيدة الان ومن هنا انا ايضا ابدأ مقارنتي بين اوهام البوب وحقائق الرئيس السيسي كان البوب كثير الكلام و الاحلام و ترك مصر وهرب ضاربا بكل امال ملايين الشباب الذين امنوا به و صدقوه عرض الحائط بهروبه الثاني لخارج مصر حيث كان هروبه الاول عندما قرر عدم خوض الانتخابات الرئاسية عام 2013متعللا ايضا باوهام  من وحي خياله وقتها كنا سذج ايضا و دافعنا عنه بأنه المرشح الوحيد الذي فهم اللعبة وانه المرشح الوحيد الذي انسحب لكي لا يكون مشاركا في مسرحية هذلية لازلت اتذكر هذا الكلام جيدا، لقد وصل بنا الحال اننا دافعنا عنه في اكثر مواقفه  خذلانا لنا وكأننا وقتها كنا تحت تأثير شئ ما فيما وراء الطبيعة لم نكن بعقلنا تماما 

"لقد كنا حالمين اكثر مما ينبغي"  

نعود لجولته مع عمرو الليثي وكيف كان يتحدث عن ضرورة توفير مسكن ادمي لساكني تلك المناطق الخطرة و العشوائية اتذكر ايضا اننا "كحملة البرادعي الرئاسية" اننا احتللنا مواقع السوشيال ميديا كلها بتصريحاته و اراءه مع عرو الليثي ولكن ماذا فعل بعد كل هذا الكلام؟! لا شئ 

ضربت المثل بهذا الموقف لانه يختصر شخصية البوب اثناء فترة تواجده في مصر إبان احداث 25 يناير ومابعدها فهو تحدث فقط وتاجر بنا وباحلامنا دون ان نرى منه شئ حتى حديثه عن الشباب الذي اسرنا به لم نرى منه اي شئ واقعي او ملموس فلم يكن يسمع لنا في المقابل نجد ان فخامة الرئيس السيسي يعقد سنويا منتدي شباب العالم الذي شرفت بالمشاركة به عام ٢٠١٨ هذا بالاضافة لتدشين البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب و الاكاديمية الوطنية للتدريب على غرار المدرسة الوطنية للادراة بفرنسا  التي اصبحت امل كل شاب مصري يتمنى الالتحاق بها. 

واصبحت الاكاديمية بالتعاون مع البرنامج الرئاسي تخرج دفعات من الشباب  المؤهل للقيادة بحق ويتم ادماجهم فورا في عملهم القيادية سواء بالوزارات والهيئات الحكومية المختلفة او المحافظات في جميع ارجاء المحروسة وليس مجرد شعارات شعبوية الهدف منها دغدغة مشاعر و امال شباب حالم يريد ان يري بلده افضل بلاد الدنيا. 

مجرد مثال اخر على مقارنات تعصف في ذهني وذهن اغلب الشباب ممن عايشوا تلك الفترة من تاريخ مصر وكانت احلي سنين عمرهم كشباب. 

فلم نكن نحلم  في حملة البرادعي بكل ما يحدث في مصر الان ونشاهده علي ارض الواقع صحيح حلمنا بالقضاء علي المناطق العشوائية ولكن لم نكن نتخيل ان تقدم الدولة  وحدات سكنية كاملة التشطيب و مفروشة بالاثاث و الاجهزة الضرورية مجانا لكل ساكني المناطق الخطرة و العشوائية و نقلهم اليها ولاحظنا شكل عمائر العصري والتخطيط الحديث مثلما رأينا في الاسمرات  1 و 2 و 3 وغيط العنب و منطقة المحروسة وغيرها من المناطق التي تم بنائها خصيصا لاهالينا في العشوائيات. 

احدى صور المقارنات كان البوب دائما يحدثنا عن الاقتصاد وجذب الاستثمارات و تشغيل الشباب ولكننا لم نكن نحلم ان نري مشروعا و انجازا في كل مدينة ومحافظة مصرية لم نكن نحلم ان نرى اصلاحا جذريا للاقتصاد المصري الذي بدأ بقرار تعويم الجنية والذي اراه لا يقل شجاعة عن قرار الحرب عام 1973 بل يزيد فقرار الحرب كانت الناس تنتظره علي احر من الجمر لاستعادة الارض و العرض و الشرف والاخذ بالثأر من عدونا الاستراتيجي اما قرار الاصلاح الاقتصادي وتعويم الجنية رغم ما فيه من ضرورة قصوى لانقاذ البلاد في الدخول في دوامة الافلاس و الفوضى الا ان  الناس قبلته على مضض وبتأفف مع رفض الغالبية لقرار التعويم وتوابعه ومع ذلك تم اتخاذ القرار بمنتهى الشجاعة و الثبات من جانب سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بكامل الصدق و التجرد في حل اكبر مشاكل مصر علي الاطلاق بعيدا كل البعد عن الشعبوية والحسابات السياسية،  والان نرى تقارير كل  المؤسسات الاقتصادية تشير بالبنان للاصلاح الاقتصادي المصري وتعطي الاقتصاد المصري تقييمات ايجابية ومستقرة مما ينعكس على ثقة المستثمرين الاجانب في الدخول للسوق المصري واقامة مشروعاتهم بمنتهي الاطمئنان.

 

لم يحلم الشباب في حملة البرادعي بزراعة مليون فدان كما يحدث الان ضمن خطة زمنية  محسوبة فكان كل املنا ان نحافظ علي ماتبقي علي الرقعة الزراعية و استصلاح ما امكن من الاراضي الزراعية. 

 

لم نحلم ببناء عاصمة ادارية تليق بمصر و كنا نطمح في تطوير القاهرة بالشكل الذي يليق و الان نري تطوير القاهرة والقضاء علي العشوائيات بداخلها وتطوير شوارعها وميادينها جنبا الى جنب مع انشاء عاصمة ادارية تم تخطيطها وبنائها على اعلى مستوى ضمن مدن الجيل الرابع والامر لم ينتهي عند العاصمة فقط فتم  العمل علي انشاء 14 مدينة جديدة في جميع انحاء مصر كلها على طراز مدن الجيل الرابع من مدينة المنصورة الجديدة  العلمين  شمالا  ومدينة شرق بورسعيد وبئر العبد ورفح الجديدة شرقا الى مدن قنا الجديدة و اسيوط الجديدة جنوبا بالاضافة لشبكة الطرق التي تم انشائها بجودة و زمن قياسيين التي تعتبر شرايين التنمية الاساسية فلن يأتي مستثمر ليبني ويقيم مشاريعه و طرقنا الرئيسية خطرة و ليست بالجودة المقبولة فكان لابد من شبكة طرق الجديدة بداية ومفتاح التنمية. 

واخر صور المقارنات هي الحرب على الفساد لطالما كان  يحدثنا البرادعي عن ضرورة محاربة الفساد لكن كيف؟! لا نعلم، في المقابل نجد ان اسم هيئة الرقابة الادارية اصبح يتردد بقوة في نشرات ومواقع الاخبار في محاربتها ومواجهتها للفساد واصبحنا نرى القبض على مسؤلين كبار متورطين في قضايا فساد كبرى واصبح من المعتاد ان نرى اخبار محاكمات اولئك المسؤلين في نشرات الاخبار والمواقع الاخبارية بما اقترفوه من جرائم فساد بحق هذا البلد الطيب. 

 

من 25يناير-2011 الى 25 يناير 2021 عشر اعوام مابين الاوهام والحقائق ما بين رجل تاجر باوجاع والام بلاده وفر هاربا رغم وصوله لمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد ثورة 30 يونيو العظيمة وبين رجل قرر ان يواجه ويحقق الانجاز تلو الاخر وتحويل ما كنا نظنه احلاما واقعا وما كنا نراه مستحيلا اصبح ممكنا بل نراه يحقق ما لم نحلم به ولا طمحنا اليه من الاساس رغم انه لم يوعد بشئ عندما قرر الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2014 لم يوعد وقتها سيادة المشير عبد الفتاح السيسي المصريين بأي شئ مما يحدث الان ولكني اتذكر دائما كلمته وقتها عندما ظهر برنامج تلفزيوني حيث قال  "سترون العجب" 

وقد كان. 

حفظ الله مصرنا وكل 25 يناير و انتِ بخير وبناء واستقرار وقوة وعمار يا مصر.

 

اقرأ ايضا|يناير بمنظور آخر